الأحد، 30 سبتمبر 2012

فلسفة التيار الشعبي




فلسفة التيار الشعبي

بقلم- محمد عبد العزيز*

 المؤتمر التأسيسي الذي عقده التيار الشعبي في ميدان عابدين، بآلاف المصريين الذين حضروه، والملايين الذين تابعوه عبر شاشات التلفاز، عكس رغبة حقيقية في السير بطريق مختلف، فمصر لن تبقى رهينة الدولة العميقة والجماعة العميقة، بل من حق المصريين أن يفتحوا طريقا آخر، نحو الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني.

لسنا بصدد صناعة تيار من العدم، فالتيارات السياسية لا تصنع بمؤتمر أو بنتيجة انتخابات، لكننا بصدد العمل فقط على "تنظيم" تيار موجود بالفعل، هو التيار الرئيسي المصري، وهو التيار الذي يفهم الدين إسلاما ومسيحية على أنه تحقيق للعدل والمحبة، يفهم الدين كجوهر لا كمظهر، يختلف مع نظام مبارك في المبنى والمعنى، وليس كآخرين يختلفون في المبنى ويتفقون إلى حد التطابق في المعنى!!، فمن رجال أعمال بسيجار إلى رجال أعمال بسواك .. يا قلبي لا تحزن، ومن المهندس أحمد عز إلى المهندس خيرت الشاطر لا يوجد فرق سوى اللحية!!، تيار ينتصر للفقراء والمستضعفين، لا للكبراء وأصحاب الملايين، تيار يعمل على إغناء الفقير دون إفقار الغني، تيار يسعى من أجل عدالة اجتماعية حقيقية، وليس إلى التصدق على المصريين بعد نهب قوتهم لصالح رجال الأعمال، سواء كانوا من لجنة السياسات أو من مكتب الإرشاد، أو بعد التصالح بينهما وسفر رجال أعمال لجنة السياسات مع رجال أعمال مكتب الإرشاد "معا" والرئيس الإخواني مرسي إلى الصين!!

تيار يأخذ على عاتقه مهام رئيسية، -أولا- تحقيق مجتمع مدني تنموي عن طريق العمل الخدمي التنموي في البيئة المحلية، -ثانيا- إنشاء شراكات اقتصادية بمشروعات صغيرة وتعاونية لتمكين المواطن في القرية والحي من الكسب بشرف، -ثالثا- الاهتمام بالنشاط الرياضي ومراكز الشباب لإعداد شباب مصر ليكونوا قادرين على العمل والانتاج، -رابعا- الاهتمام بالثقافة والآداب والفنون، من مسرح وقصة وشعر، لتعود مصر لنهضتها الثقافية كرائدة لأمتها العربية وعالمها الإسلامي، وتشجيع المواهب الشابة، وتنظيم المسابقات لذلك، -خامسا وأخيرا- تأتي السياسة التقليدية التي نمارسها كما اعتدنا!، الفرق في التيار الشعبي أننا نريد تمكين المجتمع من العمل والإنتاج وخدمة الحي والقرية والنجع، اقتصاديا وثقافيا ورياضيا، ثم تاتي السياسة وليس العكس.

هذا طريقنا الصعب، وهذا قدرنا أن يكون صعبا، وبالله نستعين، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون!

---------------------------------------------------------------------------------------
* منسق شباب حركة كفاية، عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي


الاثنين، 10 سبتمبر 2012

كنت أهلاويا!!



كنت أهلاويا!!


بقلم – محمد عبد العزيز


شجعت النادي الأهلي منذ أن كنت في الخامسة من عمري، مع أني ولدت لأب زملكاوي عتيد!، إلا أنني "اخترت" أن أكون أهلاويا بالاقتناع لا بالوراثة، وعشت سنين عمري أردد كلمات من نوعية نادي الوطنية .. نادي الأخلاق .. مبادئ صالح سليم، وروح الفانلة الحمراء، حتى جرى ما جرى!! .. فوجئت بانهيار الأخلاق، وببيع مبادئ صالح سليم للشركة الراعية لمباراة السوبر، وتحولت روح الفانلة الحمراء، إلى غوص بتناحة متناهية في دماء الشهداء الحمراء من أجل ثمن بخس دراهم معدودة!!

اعترف أنني أخطأت .. ليس بسبب "اختياري" أن أكون أهلاويا مخلصا .. وكانت أمامي الفرصة لأكون زمالكاويا بالوراثة، لا .. بل بسبب قبولي أن أكون جزءا من منظومة نهب عام لقوت الفقراء من المصريين، الذين يجدون متعتهم في الحياة مشاهدة مباريات كرة القدم في الدوري العام، (اكتشفنا لاحقا بعد تطور الأقمار الصناعية، ومشاهدة مباريات دوري أبطال أوروبا وكأس العالم، والأمم الأوروبية، أن الدوري العام علاقته بكرة القدم كعلاقة دارنا في الريف حين كان بالطوب الأخضر ببرج إيفل في باريس!) ، كان هؤلاء الفقراء يشاهدون مباريات الدوري العام، باقون على فقرهم .. بينما يزداد لاعبي الدوري غنى، ولم يكن يحسدهم أحد .. إطلاقا .. الشهادة لله شعبنا طيب جدا، يتناقل أخبار الانتقالات بالملايين من الجنيهات بإعزاز وفخر، أن النادي الفلاني اشترى اللاعب الفلاني برقم كبير، فهذا الأمر يعني أن النادي الذي يشجعه نادي محترم ومقتدر!! .. لكني كنت اعتقد –مخطئا- أن هؤلاء اللاعبين يحصلون على حق طبيعي .. فهم يجلبون المتعة للغالبية العظمى العاشقة لكرة القدم .. إلى أن ثبت أخيرا حين جاء موعد الاختبار، أن هؤلاء اللاعبين يجلبون الأموال لحساباتهم في البنوك .. بغض النظر عن رأي الجمهور .. وقد كان .. فمن أجل عيون الشركات الراعية للدوري، داس هؤلاء على دماء من صنع نجوميتهم، شباب الألتراس الذين أتحدى ألا تجد في بيوتهم البسيطة صورا لمعظم هؤلاء اللاعبين!! .. أتحدى أن كل شاب منهم هتف سابقا باسم كل لاعب من هؤلاء اللاعبين !! ..



سيحدثك نفر عن هيبة الدولة .. من غير المعقول يا جماعة أن نجعل "شوية عيال" يتحكمون في إقامة المباراة .. هيبة الدولة مهمة جدا .. خاصة إن كانت تلك الهيبة سمحت بتهريب المتهمين الأمريكان في وضح النهار .. سمحت هيبة الدولة بخروج أحمد شفيق من قاعة كبار الزوار .. سمحت تلك الهيبة بقتل أبناء الوطن على الحدود دون أن يعلن أحد من القاتل، بل استجاب المسؤولون للأوامر الأمريكية وسحبوا القوات من سيناء، سمحت تلك الهيبة ببقاء مرتضى منصور حرا طليقا بالرغم من صدور أمر قضائي بالقبض عليه .. هذه الهيبة العظيمة جدا تحققت بخروج اللاعبين من فتحة صنعها "بلدوزر" في جدار الفندق، وبتأمين استاد بعميلة عسكرية تقريبا، ودخول جميع اللاعبين أذلاء إلى أرض الملعب متحاشين جميعا أي جماهير، بدلا أن تقوم جماهيرهم بتحيتهم كما هي العادة!! .. هيبة الدولة تحققت ببذاءات مصطفى يونس ومدحت شلبي ومجدي عبد الغني حين اتهموا شباب الالتراس بأنهم "قابضين" .. بينما كانوا ينتظرون "الدفعة" المالية السخية نظير التعليق على المباراة من وليد دعبس رجل الأعمال مالك مودرن اسبورت وعضو حزب الفساد المنحل .. فلتحيا هيبة الدولة التي تحدثك عن القانون والقضاء واحترام الدولة حين تكون أنت الضحية فقط، أما حين تكون الدولة متهمة فإن جميع قتلة الثوار يحصلون على البراءة .. قلناها سابقا .. إذا كان قضاؤنا مستقل فلماذا ارتكب نظام مبارك كل تلك الجرائم والسرقات دون أن يحاسبه أحد وقتها .. ثم أين المتهمين الأمريكان؟! .. نحن أمام استهبال قضاء لا استقلال قضاء!! .. تذكروا دائما أن الثورة نفسها فعل غير قانوني اسمه "قلب نظام الحكم" .. والمسار القانوني حين يغلق نلجأ للمسار الثوري .. وهذا ما أدركناه في 25 يناير .. وما أدركه شباب الالتراس .. فالمسار القانوني في مصر كالعنكبوت يصطاد الضعيف ويتمزق أمام القوي!!

لأول مرة في التاريخ .. فاز الأهلي بكأس السوبر .. وخسر جماهيره .. السادة مجلس إدارة الأهلي .. السادة اللاعبين .. أشعر بالعار لأني شجعتكم يوما .. احتقركم جميعا .. فلم أعد أهلاويا بعد اليوم!!

*منسق شباب حركة كفاية