الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

كنا صغارا!!



كنا صغارا!!

كنا صغارا .. وكانت أحلامنا جامحة، قال هذا أحلم أن أكون طبيبا أعالج أهلي، والآخر رآى نفسه مهندسا يبني وطنا، وقلت أريد أن أكون ضابطا في الجيش لأحارب إسرائيل!

كنا صغارا .. لم نفهم أن العربي في هذا العصر الكئيب، وضع السيف في الغمد، وخلع رداء الكرامة، ونسى معاني الشرف، لم نفهم أن إسرائيل التي علمونا أنها أشد الأعداء، علينا تصدير الغاز إليها بثمن بخس دراهم معدودة!، لم نفهم أن تفجير خط الغاز الموصل لإسرائيل يعتبر في قاموس عصر الخيانة "عمل تخريبي"، بينما يعتبر تصدير الغاز نفسه "مصالح عليا"!

كنا صغارا .. علمونا أن هناك ما يسمى "الشرف العسكري"، لكنهم لم يخبرونا هل تعرىينا من الشرف العسكري أو أي شرف حين تعرت بناتنا، علمونا كيف نفخر بجيشنا العظيم الذي هزم الصهاينة في 1973م، لكنهم عليهم أن يعلمونا الآن كيف نفخر بمجلسنا العسكري حين يعري بناتنا، وينتهك أعراضهن، عليهم أن يعلمونا كيف ننسى الشرف والكرامة، وكيف ننام قريري الأعين بعدما رأينا مشهد فتاة يمزق جنودنا البواسل ملابسها، عليهم أن يعلمونا كيف نمنع دموعنا من التساقط حين نرها تحت أقدامهم، عليهم أن يعلمونا ألا نفكر في مشاعرها لحظة انتهاك أياديهم لجسدها، ألا نفكر هل صرخت وامعتصماه؟!، أم أن المعتصم قد مات حين وضعنا أيادينا في يد مناحم بيجن ليبدأ عصر "صديقي بيجن" بدلا من عصر عدوي الصهيوني!

كنا صغارا .. حفروا في أذهاننا ذاك المشهد الجليل، لجنودنا البواسل وهم يعبرون خط بارليف، ويهتفون الله أكبر، ولا نعلم ماذا هتف جنودنا البواسل وهم يسحلون الثوار، ويعرون البنات، طبعوا في وجداننا أنه حين يذكر جيش مصر، نتذكر على الفور مشهد القوارب المطاطية وهي تعبر قناة السويس، ومشهد الجندي الأسمر وهو يرفع العلم المصري فوق الضفة الشرقية للقناة، وعليهم اليوم محاكمة المسؤول عن تعرية البنات وسحل الشباب، قبل أن يرسخ في أذهاننا مشهد تعرية الفتاة حين يذكر جيش مصر!

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

نظرية الجنزوري!!


نظرية الجنزوري!!

لم أكن أبالغ حين قلت سابقا "الفرق بين الثوار والمجلس العسكري، أن الثوار يعتبرون الثورة مشروعا للنهضة، بينما المجلس العسكري يعتبرها أزمة وهو – المجلس – في مهمة عسكرية لإنهاء هذه الأزمة، وعودة الأوضاع لما كانت عليه!" .. وهذا بالضبط ما جرى تطويره ليصبح ما يمكن الإطلاق عليه نظرية الجنزوري!

نظرية الجنزوري هي تلك النظرية "البائسة"، التي تجعل من أعداء الثورة أمراء عليها، وتجعل صنف من البشر يحكم بينما قامت الثورة في الأساس كي يحاكم!، هي نظرية التناقضات العجيبة والتوافقات المريبة، وتسويات قذرة لمستقبل الوطن تجري من تحت الطاولة، وهي نظرية العك السياسي ذو الخلفية العسكرية، والعك الانتخابي ذو الطبيعة الدينية، والتحالف بين البيادة العسكرية والذقن الطويلة، تحالف أخذ على عاتقه القضاء على جوهر الثورة، هي نظرية خيانة الثورة في ثوب حماية الثورة، ونظرية تواطؤ بالصمت أو القبول ببيع الثورة بثمن بخس كراسي معدودة!، وهي الفرق بين ثائر يفقد عين من أجل إسقاط مبارك، ثم يفقد الأخرى من أجل إسقاط حلفاء مبارك وخدمه، وبين انتهازي هبط بالبراشوت الانتخابي ليقتنص الثورة من أجل تغطية الهرم بالبطاطين، وحرق روايات نجيب محفوظ!

لقد أظهرت الموجة الثانية من الثورة في 19 نوفمبر الخيط الأبيض من الأسود، أظهرت الثوار من الفجار، أظهرت الأبطال من الأنذال، كان ثوار الموجة الثانية من الثورة، يهزون الميدان، بينما جلست "الجماعة" في البيت، بالتعبير المصري الساخر أنه حين ينزل الرجال يترك "الجماعة" في البيت، والرجولة هنا ليست ذكورة بالمفهوم الأحمق لجماعات تغطية الهرم وحرق روايات نجيب محفوظ، بل رجولة الموقف وتحمل الأخطار، فأصغر بنت وقفت في ميدان التحرير وشارع محمد محمود، معرضة نفسها لخطر الموت، من أجل استكمال إسقاط نظام مبارك وعصابته التي لازلت تحكم في شكل المجلس العسكري، هي أشرف وأرجل ألف مرة من أولئك المنافقين، الذين راهنوا على اقتسام الغنيمة، فغرست أنيابهم في لحم جثث الشهداء، كان الميدان يرفض حكومة الفلول التي جاء بها المجلس العسكري، بينما قال كبيرهم ومرشدهم عن اختيار الجنزوري بأنه "اختيار موفق"!، لا وفقك الله يا لاعق البيادة العسكرية، ألم تعلم أن الجنزوري باع حينما كان رئيسا للوزراء في عهد المخلوع 30% من شركات برنامج الخصخصة في أقل من 4 سنوات؟!، وحتى لو تعلم وتدري، فقد باع الجنزوري شركات، أما أنت وجماعتك فبعتم الوطن، والثورة ودماء شهدائها، والذين اختنقوا بقنابل الغاز المستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية، بينما كان جون كيري يقبل الكتاتتني ذات اليمين وذات الشمال!

أما  الجنزوري فهو جزء من المشكلة، ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل، فالشعب الذي ثار لإسقاط الحزب الوطني المنحل، لم يكن يفقد دماء شهدائه الزكية، من أجل أن يحكمه رجل كان يجلس يوم 24 يناير 2011 في احتفال عيد الشرطة، وقد احمرت كلتا يدييه من التصفيق للديكتاتور مبارك، والسفاح حبيب العادلي، و ثوار مصر الأحرار يستعدون للموت لإسقاط هذا النظام!

لقد آن الآوان لنقول الحقيقة، المجلس العسكري يعيد ترميم نظام مبارك، ويحاول بكل قوته قتل الثورة، ومن يدعون أنهم ممثلي الإسلام، والإسلام منهم براء، يقدمون أنفسهم للغرب بأنهم حماة نظام مبارك، باقتصاد السوق الحر، والتبعية لأمريكا، والالتزام بمعاهدة العار المسماة كامب ديفيد، وقد عقدوا الصفقات، وجرت التسويات، لكن ثورة تلوح في الأفق ستقلب الطاولة على كل هذا العفن، ثورة ستسقط  مؤامرة الجنرالات، وتفضح لاعقي البيادات، وهي أقرب إليكم من حبل الوريد .. وإنا لمنتظرون.

إشارة

في 12 – 12 – 2004م انطلقت أول صرخة لحركة كفاية ضد التمديد والتوريث، تلك الصرخة التي سطعت بشعار يسقط حسني مبارك ، وفي 12-12-2011م كان صدى تلك الصرخة لازال يجلجل في الآذان .. الشعب يريد إسقاط النظام، سبع سنوات على صرخة كفاية الأولى، ومازلنا صامدون على العهد، وفي انتظار استكمال إسقاط النظام .. الثورة مستمرة .. والمجد للشهداء.