الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

عفوا سيادة المشير .. لقد نفد رصيدكم!




عفوا سيادة المشير .. لقد نفد رصيدكم!


سيادة المشير .. السادة الجنرالات أعضاء المجلس العسكري .. 
أكتب من ميدان التحرير، لعلكم تذكرون هذا الميدان، فهو من أتى بكم إلى الحكم، وكنتم قبله تؤدون التحية العسكرية للعميل حسني مبارك وأنتم صاغرون، ولم يكن قبل ثورتنا المجيدة أحدا منكم مشيرا أو فريقا أو لواءا يقدر أن يتفوه في حضرة سوزان مبارك بغير كلمة "ست هانم"! .. السادة الجنرالات .. قضي الأمر الذي فيه تستفتيان .. قلتم – وتظاهرنا بتصديقكم – أنكم حميتم الثورة، وفعلتم كل الآثام من أجل تخريبها والقضاء عليها، مبارك يحاكم الآن بتهمة قتل المتظاهرين، وأنتم تقتلون المتظاهرين أيضا في ميدان التحرير وميادين المحافظات، وتفقعون العيون، وتسممونا بقنابل الغاز، السادة الجنرالات .. أنتم بلا شرعية!

السادة الجنرالات .. العين بالعين والسن بالسن، ولكم في القصاص حياة، لقد تحايلتم علينا بدعوى أنكم رفضتم إطلاق النار على المتظاهرين، ثم بدون حمرة خجل قال مشيركم أنه لم يأمره أحد ضرب النار، لكن الذي بين أدينا الآن، أنه في ظل حكمكم الكئيب، قتلتم شباب الثورة، ونكلتم بجثثهم في نفس ميدان الثورة!، وتلطخت يدكم الآثمة بدماء شهداءنا، السادة الجنرالات، إنكم تحرقون أغصان الزيتون، حاولتم حرق الثورة، لكنكم لم تفهموا أن الثورة كالعنقاء لا تحرق، بل تقوم دائما من رماد، السادة الجنرالات، تسيرون على خطى كبيركم الذي علمكم السحر، تختارون نفس سياسات المخلوع السياسية والاقتصادية، تحمون الفلول، تحبسون وتقتلون الثوار، تشهدون بالزور في محاكمة المخلوع، تنحازون لأصحاب المليارات، وتدهسون أصحاب الفتات، وحين عادت الثورة بعبقريتها الزاهية تجدد نفسها، لم يكن منكم إلا أن تعودوا بنا إلى الخلف بتعيين حكومة من نفس النظام الساقط، هل يعقل يا جنرالات أن تقوم ثورة ضد حزب الفساد المنحل، فتختارون رئيس وزراء حكومة إنقاذ وطني للثورة، من نفس الحزب!!، ألم تعلموا أن الجنزوري كان يجلس أثناء إلقاء حبيب العادلي لكلمته في ذكرى احتفال عيد الشرطة 25 يناير، بينما كان ثوار مصر يستعدون للموت من أجل الثورة!!، ثم حين تنتصر الثورة تنصبون أعداءها عليها!، السادة الجنرالات .. أي شرعية تستندون إليها الآن غير شرعية السلاح؟!، فلا استفتاء 19 مارس – الذي نراه باطلا في الأساس – التزمتم بنتائجه، ولا ميدان التحرير الذي جلب لكم السلطة التزمتم بمطالبه، وحين حدث الاحتكام إلى الميادين، وقف انصاركم في ميدان العباسية ولم يتجاوزوا بضعة آلاف، بينما سطع ميدان التحرير وميادين المحافظات بملايين، يلعنونكم، يرفضونكم، وتعالت هتافات الثورة "الشعب يريد إسقاط المشير" .. "يسقط حكم العسكر" .. "قول متخافشي المجلس لازم يمشي"، بينما اختفت شعارات "الجيش والشعب إيد واحدة" ولم يبقى يهتفه اليوم سوى فلول الحزب المنحل، أما الثوار فبوعي كامل هتفوا "جيشنا فوق الراس مرفوع .. والمجلس تبع المخلوع"، لقد اخترتم انحيازكم، تحولتم إلى قيادة للثورة المضادة، وراهنتم رهان خاسر على تحالف مع قوى تدعي الإسلام، والإسلام منهم براء، كل همهم نصيبهم من الكعكة، حتى لو اقتسموه مع النظام القديم، وحين شعرتم أن الشرعية تسحب من تحت أقدامكم، تلوحون بالاستفتاء على شرعيتكم، وكأنكم جئتم باستفتاء، تحولتم كمن تزوج زواجا عرفيا ويريد الطلاق عند المأذون!، أي استفتاء تدعون إليه يا سادة، استفتاء على  قواتنا المسلحة التي هي ملك الشعب، وليست ملك لا مشيركم ولا فريقكم، تحولون الجيش الوطني الذي نقدره جميعا، إلى طرف وخصم سياسي!، أنكم تهينون الجيش والشعب معا.

السيد المشير .. السادة الجنرالات .. بعد القتل، وفقع العيون، والتنكيل بالجثث، تعتذرون، لا يا سادة .. لقد اعتذرتم سابقا .. في بيانكم الشهير "نعتذر .. ورصيدنا لديكم يسمح" .. واليوم نقولها مدوية .. عفوا سيادة المشير لقد نفد رصيدكم .. سقطت شرعيتكم للأبد، سقطت بالدم، سقطت في نفس الميدان الذي جئتم بالتسلق على أكتافه .. حتى بعد الاعتذار مارستم القتل، فدهست مدرعات أمنكم المركزي صباح السبت 26 نوفمبر الشاب أحمد سرور، أثناء الاعتصام أمام مجلس الوزراء لرفض حكومة الحزب المنحل، التي فرضتوها على الثورة، السادة الجنرالات .. لا تنازل عن خط الثورة، وميدان التحرير أعلنها قوية، سنشكل حكومة إنقاذ وطني، ننقل لها صلاحيات المجلس العسكري التشريعية والتنفيذية، سنصمد أمام مدرعاتكم ورصاصكم وغازكم السام، ولو فقدنا جميعا حياتنا.

إلى رفاقي الثوار .. "لا تصالح .. ولو منحوك الذهب .. أترى حين أفقأ عينيك .. ثم أثبت جوهرتين مكانهما .. هل ترى ؟! .. هي أشياء لا تشترى"

الثورة مستمرة
المجد للشهداء


 

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

حنين إلى الثورة!


حنين إلى الثورة!

مع عودة أجواء الشتاء الباردة، يتحرك داخلي شجن عميق إلى حرارة أكثر دفئا من أي نار، تلك الحرارة التي شملتنا بعنايتها طيلة أيام وليالي نضالنا من 25 يناير حتى 11 فبراير، ذلك الدفئ المتقد من حرارة قلوبنا المشتعلة بحب الوطن، أشعر بحنين إلى تلاحم أجساد وأنفاس رفاق السجن يوم 26 يناير، أشعر بحنين إلى الأمل، الذي رغم البرد والقهر والسجن، لم يتزعزع من وجداننا، يقيننا بالنصر أعطانا الصبر والقوة، أشعر بحنين إلى الوحدة وأخلاق الميدان، أشعر بحنين إلى الثورة!

تذكر معي، مشهد ما قبل 11 فبراير، كيف كنا؟!، تذكر – ببعض الحسرة – رجل يوزع التمر وهو يشد من أزرك، لم تكن يومها تسأله هل أنت إسلامي أم ليبرالي؟!، لم يخطر ببالك وأنت تأخذ منه التمرة وتشكره أنه سيكون مع الدستور أولا أم الانتخابات أولا؟!، كان فقط ما تقوله له في ذلك الموقف شكرا يا أخي، إن شاء الله سننتصر، وسنسقط النظام، فيرد عليك مبتسما، إن شاء الله، أتتذكر بنت تحمل علم مصر وقد عقدت شعرها على طريقة ذيل حصان، تمشي بجوارها امرأة منتقبة يهتفان سويا تحيا مصر ويسقط النظام!!، كنت تعلم وقتها أن الاثنتين أختك، فلا للمنتقبة فضل على ذات الشعر العاري إلا بمقدار العطاء في الميدان، أتتذكر طبيب المستشفى الميداني الوسيم، وهو يطوف بين الخيام يسأل هل من مريض، أتتذكر أنك ذهبت يوما للمستشفى الميداني تسأل هل هناك أدوية ناقصة يمكنك المساعدة بشراء البعض منها، فتجد الطبيب مبستما يؤكد لك لا ينقصنا الآن شيئا، تذكر يوم موقعة الجمل، زميلك الذي تعرفت عليه للتو وأعجبت ببسالته في صد هجمات بلطجية مبارك، لم تفكر لحظتها، وأنت تحتضنه بعد نجاحكما في إجبار مجموعة من البلطجية على التراجع،  هل لحيته النابتة تلك لأنه إخواني أم بسبب عدم وجود وقت للحلاقة في الميدان!، ما زلت أذكر تلك المرأة المصرية البسيطة ترتدي جلبابها الأسود، تطوف الميدان فقط لتقول للشباب "شدوا حيلكوا يا أولادي"، وذلك الطفل يتطلع للفضاء حاملا علم مصر، يحمله والده على كتفه، والطفل يهتف مع الهاتفين، وأحيانا يقود الهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام".

لقد أخطأنا كثيرا في حق ثورتنا العظيمة تلك، وأجرمنا في حق شهدائها الأبرار، أخطانا – ولا أعفي نفسي – حين تركنا الميدان، وحين دخلنا في جدال عقيم، الدستور أم الانتخابات، ثم هل مصر إسلامية أم بطيخية، وهلم جرة، كنا – ولا زلنا – نعطي الفرصة للمجلس العسكري، يقود الثورة المضادة بأريحية كبيرة، فيحبس علاء عبد الفتاح، ومعه 12 ألف معتقل بقضايا عسكرية، ولم نتعلم أنه حين كانت أيدينا متشابكة، كانت قوتنا الصلبة، والنصر حليفنا بتوفيق من الله تعالى، إنها رسالة يا ثوار، تفرقنا فرقا متناثرة، وشيعا متناحرة، حتى وصل الأمر أن يسألني بعض النشطاء الذين لا أشك أبدا في وطنيتهم الخالصة، إنت نازل جمعة الإسلاميين؟!، إذا وجدت نفسك تسأل من الداعي لأي مظاهرة، قبل أن تسأل ماذا يقول هذا الداعي، فاعلم أنك تنفذ ما يريده المجلس العسكري، بل ما يريده مبارك ونظامه بالحرف والفاصلة والنقطة!

إذا كنت تشعر بالندم على فرصنا الضائعة، إذا كنت مثلي تشعر بالحنين إلى ما كنا فيه، وتشعر بالقرف والاشمئزاز بما وصلنا إليه .. إبدأ بنفسك، تحدث مع 10 أصدقاء، إنزل إلى الميدان يوم الجمعة القادم 18 نوفمبر، مطلبنا واحد "تسليم السلطة قبل 30 إبريل 2012"  .. لا تيأس يا صديقي .. تذكر أن الأمل والوحدة، كانا سلاحنا الأقوى .. الثورة مستمرة، والمجد للشهداء.

السبت، 12 نوفمبر 2011

اعتذار من ثوار مصر .. إلى ثوار البحرين



اعتذار من ثوار مصر ..إلى ثوار البحرين



"من صارع الحق صرعه"، هكذا صهر الإمام علي - كرم الله وجهه - معاني عميقة، في جملة بسيطة، فلا أحد يقدر أن يهزم الحق، ولو كان يملك "قوات درع الجزيرة"، أو ألف درع وسيف، فالحق أحد من حد السيف، وأكثر صلابة من أصلب درع.

إخواني الثوار في البحرين، اسمحوا لي أن أعتذر، كثائر من مصر العروبة، إليكم شعبنا وأهلنا في البحرين، فكثيرا رددنا هتافنا الشهير، "من مراكش للبحرين .. شعب واحد  لا شعبين"، نعم نعتذر يا ثوار البحرين، فالجميع لا يأبه بدمائكم الساخنة الفوارة، انشغلنا عنكم كثيرا كثيرا، وحان الوقت كي تعود الأمور لطبيعتها، فثورة البحرين الأبية ظلمت بما فيه الكفاية، ثورتكم الأبية حاصرها الكذب والافتراء والتضليل، وفتاوي شيوخ السلطان، الذين يلعقون أحذية حكام الخليج، قبل هؤلاء بمقايضة رخيصة، باعوا ضمائرهم وفتاويهم مقابل حفنة من دولارات ودنانير وريالات النفط، قالوا عن تحركات أهلنا في البحرين طائفية، وبرروا بكل خسة ونذالة، لقوات درع الجزيرة سحق المعارضين، فتوسعت دائرة الثأر، وبينما كان الثوار في البحرين يطالبون بإصلاحات داخلية، أصبح لديهم ألف حق وثأر عند كل نظام خان العروبة والإسلام، وتورط في قتل الشعب البحريني الصامد، يا حكام الضلالة، القاتل يقتل ولو بعد حين، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.

أيها الكاذبون المنافقون .. عن أي طائفية تتحدثون؟!، والمطالب كانت – ولا زالت – إقامة ملكية دستورية، عن طريق صياغة دستور جديد، يجري بموجبه اختيار الحكومة من برلمان منتخب، وليس عن طريق تعيين الملك لرئيس الوزارء، فرئيس وزراء البحرين – عم الملك – يقبع في منصبه هذا منذ 40 عاما!!، هل حينما يطالب الثوار في البحرين بإلغاء دستور 2002 الذي يجعل من البرلمان ديكورا سخيفا لنظام ديكتاتوري، يعتبر ذلك مطلب طائفي؟!، هل حينما يطالب الثوار في البحرين بإلغاء الصلاحيات التشريعية لمجلس الشورى الذي يعينه الملك، يعتبر ذلك طائفية؟!، هل مطالبات مثل الإفراج عن المعتقليين، وإطلاق حرية تكوين الأحزاب، وحرية الرأي والتعبير، تعتبر مطالب طائفية؟!، نعلم أن طغاة العرب قد خاصمهم الكرى، بعدما رأوا بأم أعينهم ما جرى!،  بعد عودة الدم للشرايين العربية، فخرجت الشعوب التي قد ظنوا طويلا أنها ماتت، خرجت تطالب بالعدل، والحرية، والاستقلال من التبعية للأمريكان والإسرائيليين، شعر حكام الضلالة بالخطر؛ فعقدوا التحالفات للحفاظ على عروشهم، وعلى ثروات شعوبنا في كروشهم، وعلى وجه الخصوص منطقة النفط، فأمريكا تخشى ظهور ثورات تطالب بالاستقلال والتقدم هناك، الاقتصاد الأمريكي كما نعلم في أسوأ أحواله، واحتجاجات وول استريت والأزمة المالية العالمية يؤكدان شرخ يتسع كل يوم في المنظومة الرأسمالية، لذلك أي هزة تبعد أمريكا من السيطرة على منطقة النفط، فإنها تعني ببساطة قرب زوال الإمبراطورية الأمريكية، فالاقتصاد الأمريكي كما قلنا لن يتحمل مفاجآت في تلك المنطقة تحديدا، لذلك لم يفتح أحد من الغرب فمه إزاء ما يجري في البحرين، فالشهداء يتساقطون، وكل جنازة معرضة لأن تتحول إلى جنازات جديدة، وآخرها ما جرى في جنازة علي الديهي والد المعارض البحريني حسين الديهي نائب رئيس جمعية الوفاق البحرينية، حيث واجهتها قوات الأمن بوحشية كالعادة، حتى علي الديهي 70 عاما لم يسلم من وحشية كذبهم، وهو يقابل وجه ربه الكريم، فالسلطات البحرينية قالت إن وفاته نتيجة إصابته بسكته قلبية، بينما تعرض الرجل السبعيني العمر لهجوم بشع أمام منزله عن طريق قوات مكافحة الشغب، أصيب بجروح بالغة وتوفى على إثرها!

وحين كانت السلطات البحرينية تكذب، وتعتقل، وتقتل في ثوار البحرين، كان حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، يزور المخلوع العميل مبارك في جناحه الرئاسي بالمركز الطبي العالمي، والزيارة جاءت بترتيب وضغوط سعودية واضحة، بعد تهديد سوزان مبارك بفضح الأسرار السياسية والاقتصادية والجنسية لحكام النفط، جاء حمد ليصافح مبارك، فاختلط الدم المصري والبحريني، فكلتا اليدان آثمتان، تقطران دما واحدا، فالدم المصري هو الدم البحريني، دم عربي واحد، والقاتل واحد، فكلا الطاغيان جواسيس للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وحمل حمد معه مستندات مالية كبيرة بمليارات الدولارات، ليتم تحويلها بعد توقيع مبارك عليها لحسابات آمنة، حتى لا يسترجعها القضاء المصري، وفقا لبيان أصدره إخواننا الثوار من حركة "أنصار ثورة 14 فبراير" البحرينية، وتظاهر الأحرار بالآلاف في العاصمة البحرينية المنامة تنديدا لزيارة طاغيتهم حمد بن عيسى، لطاغيتنا مبارك، حقا ما أروعكم يا إخواني، نشكر لكم تقديركم لثورتنا المصرية، ونؤكد على اعتذارنا لكم حين انشغلنا عنكم طيلة الشهور الماضية، ونؤكد أيضا أن من سمح لهذه الزيارة المشبوهة أن تتم هو المجلس العسكري المتواطئ مع نظام مبارك، فثوار مصر يقفون معكم بكل وجدانهم، ويرفضون تدنيس أرض مصر العروبة باستقبال قاتل الشعب البحريني حمد بن عيسى.

إخواني ثوار البحرين، اثبتوا .. فمن صارع الحق صرعه، ومهما طال ليل الظلم والقهر، غدا تشرق شمس العدل والحرية، إخواني ثوار البحرين، ليكن إيمانكم شعلة لا تنطفئ، قلوبنا معكم، ودعاؤنا لكم بنصر قريب بإذن الله.

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

انتهى الدرس يا جنرالات!



انتهى الدرس يا جنرالات!

السادة الجنرالات .. حان وقت المصارحة، وتحديد المقامات، فلا يصح ولا يليق أن يهان الثائر، ويكرم الفاجر، السادة الجنرالات، حين قمتم بأسر علاء عبدالفتاح، لم تكن هذه الفعلة النكراء، مجرد حبس لناشط سياسي، لم يعجبكم أراؤه، بل كانت عملية انقلاب كامل على ثورة، ثورة هي السبب في الجاه الذي أنتم ترتعون فيه الآن، وإذا كنتم نسيتم أو تناسيتم، فنحن لا ننسى، السادة الجنرالات، إنكم تدفنون الثورة، وتحرقون أغصان الزيتون.
السادة الجنرالات، يبدو أنكم نسيتم أنه حين كان علاء عبد الفتاح ورفاقه يسحلون ويعتقلون في الشوارع عام 2006م، من أجل قولة حق في وجه المخلوع، كنتم من مشيركم لفريقكم للوائكم، تؤدون التحية العسكرية وأنتم صاغرون لعميل أمريكا وإسرائيل الأول!، ولم يكن أحد من الذين يرفعون أصواتهم اليوم منكم، أو يشيرون بصباعهم، يهددون الثوار، ويحبسون الأحرار، يقدر وقتها أن يرفع طرف عينه في وجه سوزان مبارك، ولم يكن يقدر أن يتفوه في حضرتها بغير كلمة "ست هانم"!!، نسيتم أن مكتب جمال مبارك كان في دار القوات الجوية، وهو المكتب الذي أطلق عليه "المكتب المؤمن" لشدة تأمينه وحراسته من جانبكم، وسريته وتبعيته للرئاسة، وهو المكتب أيضا الذي كان يجتمع فيه جمال مبارك وحبيب العادلي وزكريا عزمي وصفوت الشريف، لمتابعة خطة التوريث، كان ذلك يتم على مرأى ومسمع منكم، ولم يفتح أحد فمه، أين كان الفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية؟!، ألم يكن يعلم أن مشروع التوريث يخطط له في عقر داره؟!!، أم أن الطائرات الحربية F16  التي حلقت فوق رؤوسنا يوم 30 يناير، كانت رسالة أن قيادة القوات الجوية لازالت على العهد مع المخلوع، وابنه!!

السادة الجنرالات، لسنا مدينين لأحد، فكلامكم خالي المعنى والمضمون، وحتى اللياقة، أنكم حميتم الثورة، ولم تطلقوا النار على المتظاهرين، ليس له قيمة أو معنى، فقد ثبت من كلام المشير طنطاوي نفسه أنه لم يطلب أحد منكم إطلاق النار أصلا!، وإن طلب أحد إطلاق النار فلم يكن بمقدوركم فعل ذلك، ليس منة أو تفضلا منكم، ولكن وطنية الجيش المصري هي الأصل والمعنى، فالجيش المصري عبر تاريخه لم يدخل في صدام واسع مع الشعب، لأنه ببساطة جيشا للشعب، وليس جيشا للنظام، أو كتائب مرتزقة، جيش قائم على التجنيد الوطني العام، وصف ضباطه وجنوده هم أولاد وإخوة الشعب، أما أنتم يا جنرالات،  فلا يصح لأحد أن يفاخر أنه شريف، فالأصل هو الشرف، ولا يصح لزوجة أن تذكر زوجها صباحا ومساءا أنها صاحبة فضل عليه لأنها لا تخونه!!، بالعكس يا جنرالات، نعلم يقينا أنكم لم تؤيدوا الثورة يوما، ولعلكم تذكرون أن أول عربات للجيش نزلت ميدان التحرير مساء 28 يناير، كانت عربات تابعة للحرس الجمهوري، بمهمة نقل الذخيرة لقوات الداخلية المنهكة، وقام الثوار بحرقها، أنسيتم يوم موقعة الجمل، حين كان اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية يشكل غرفة العمليات بالمتحف المصري، بينما هجوم البلطجية الأقوى كان من جهة المتحف المصري أيضا!!، من سمح للبلطجية راكبين الجمال والخيول والحمير، أن يأتوا من الهرم وحتى التحرير دون اعتراض، ألم يظهر اللواء الرويني نفسه بصحبته اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية، في فيديو تدوالته مواقع الانترنت، يظهران فيه بعد هزيمة بلطجية مبارك، في اليوم التالي لموقعة الجمل، وهو يطالب الثوار بمغادرة الميدان، نعلم يا جنرالات أنكم رغم علمكم الدقيق، بفساد مبارك ونظامه، كنتم – ولا زلتم – تدينون له بالولاء، لكننا تجاوزنا، ولم نفتح الملفات القديمة، أما وأنتم تصرون الانقلاب الكامل على الثورة، وأسر شبابها، فإننا لن نتجاوز عن شئ مهما كان صغيرا، وعلى الباغي تدور الدوائر، تصرون على السير في ذات الطريق الخاسرة، تحولتم إلى قيادة للثورة المضادة، ترعون الفلول، وتحبسون الثوار، لكن اعلموا، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
السادة الجنرالات، حان وقت الحساب، فمدرعاتكم الطائشة التي دهست شباب هذا الوطن، يوم ماسبيرو الأسود، كانت تابعة للشرطة العسكرية، والمسؤول هنا هو اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية، السادة الجنرالات، إعلامكم الكاذب أراد إحداث فتنة طائفية، والمسؤول هو وزير إعلامكم أسامة هيكل، السادة الجنرالات، أنتم كمجلس بالكامل، تقومون بدور رئيس الجمهورية، وتتحملون مسؤولية حالة الانفلات الأمني، وعدم تطهير الداخلية، التي تقود عبر تنظيمها السري إلى الآن جيوش البلطجية، لتكفير الناس بالثورة، أنتم تنحازون للكبراء، وأصحاب المليارات، وتسحقون الفقراء، وأصحاب الفتات!
السادة الجنرالات، تعتقدون الآن أن مصر تحولت إلى وكالة بلا بواب، وأن كل فرد فيكم ملك، يريد أن يملك، ويحكم، ويتحكم، و جعلتم النيابة العسكرية هي مكان من يعترض أو يفتح فمه من الشرفاء الذين بتضحياتهم الجليلة، أصبحتم في هذه "الأملة" التي لم تحلموا بها، فحين كتب الصحفي المحترم محمود الضبع في صوت الأمة، أن ابن اللواء ممدوح شاهين، قد تم تعينه معيدا، متخطيا دفعة كاملة، ما كان منكم إلا تحويل الصحفي للنيابة العسكرية!!، وكأن ابن اللواء شاهين قضية أمن قومي!!، والآن نعلمكم أنه قد تم كسر هذا الطوق الذي تضعونه حول أعناقنا، ولم يعد يخيفنا شئ، وأن أسوار سجونكم وأغلالكم الحمقاء، لا تمنع أفكارنا من الطيران للسماء، فالصحفي الشريف محمود الضبع ورئيس تحرير صوت الأمة المناضل عبد الحليم قنديل، قد رفضا المثول أمام النيابة العسكرية، وكذلك فعل المناضل علاء عبد الفتاح حين رفض الاعتراف بشرعية نيابتكم العسكرية، ألم تفهموا بعد، إن شرعيتكم قد تعرت، وإن قوتكم بانت ضعفها، يا جنرالات أقصى ما يمكنكم فعله بنا، هل هو قتلنا؟!، يا أهلا بالشهادة في سبيل الحق والحرية والكرامة، ألديكم ما هو أقوى من القتل؟!، إنكم لم تتعلموا الدرس، من عرف الموت، لا يخافه.

السادة الجنرالات، إن ما فعله علاء عبد الفتاح درس يحتذى به، فلتحولونا جميعا للنيابة العسكرية، فهذا لا يعني أبدا أنها شرعية، ومن تأسروه منا هو في عداد المخطوفين، فتحويل الثوار للنيابة العسكرية باطل، لتقتلونا، أهلا بالشهادة، لكن اعلموا جيدا أنه لولا ثورتنا التي اعتبرتموها نكسة، لكنتم تؤدون التحية العسكرية لجمال مبارك وأنتم صاغرون، كما أديتوها للمخلوع، لا أحد يقدر على حصار فكرتنا، لا أحد يقدر على هزيمة إرادتنا، لا أحد يقدر  قتل  ثورتنا .. انتهى الدرس يا جنرالات.