السبت، 31 يناير 2009

بيد أردوجان لا بيد عمرو !!

بيد أردوجان لا بيد عمرو !!

ما زلت أعاني من حالة "فقعة مرارة" منذ شاهدت تلك الخناقة التي نشبت بين رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان وشيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي في مؤتمر دافوس .. فبعد 25 دقيقة تكلم فيها بيريز عن غزة وكذب وكذب ثم كذب كعادته.. يبدو أن أردوجان لم يتحمل كل هذا الكذب ذو الرائحة النتنة واللي يجيب الشلل فقرر أن يمارس حقه الطبيعي في الرد لكن رئيس الجلسة اعترض على كلام أردوجان بحجة أن الوقت غير كاف!!
ثار أردوجان وانسحب من القاعة ثم عقد مؤتمرا صحفيا أعلن فيه سبب غضبه توجه بعدها إلى تركيا ليتم استقباله استقبالا حافلا يليق برئيس وزراء حافظ على كرامة شعبه .. ليس هذا هو سبب "فقعة مرارتي" التي أتحدث عنها لكن في الواقع السبب الحقيقي يكمن في حضور السيد عمرو موسى "المفترض" أنه الأمين العام لجامعة الدول العربية هذه الجلسة التي تضم شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي بعد أيام قليلة من الحرب الشرسة على قطاع غزة!!
من السهل أن نفهم حضور أردوجان تلك الجلسة حيث أن تركيا معترفة فعلا بإسرائيل منذ عام 1948 ولديها تمثيل دبلوماسي متبادل معها .. لكن الذي لا نفهمه هو حضور أمين جامعة الدول العربية التي أعلم جيدا أنها لم تعترف بإسرائيل بعد!!
الأغرب والأكثر إثارة ل"فقعة مرارتي" هو أن من تحمس للرد على شيمون بيريز حول المجازر الإسرائيلية وقتل الأطفال الأبرياء في غزة هو أردوجان بينما انزوى واكتفى عمرو موسى بالتصفيق "الحاد" حتى احمرت يداه وفضل اتخاذ موقف المتفرج "المحايد"!! .. والأكثر إثارة ل"فقعة المرارة" أنه حين فضل أردوجان مغادرة القاعة محتجا وقف عمرو موسى ليحيه على موقفه ثم وجد موسى نفسه في موقف محرج للغاية فأخذ يلتفت يمينا ويسارا كالغريق يبحث عن قشة نجاة إلى أن أشار له بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة بيده بإشارة معناها " اقعد يا عمرو .. مالك انت ومال العالم دول" !!! .. وجلس عمرو "على الفور" واستمروا في جلسة السمر تلك وكأن شيئا لم يكن.. ما أنهى على الباقي من أعصابي أن شيمون بيريز اتصل بعدها بأردوجان يعتذر له بينما لم يفعلها حين قتلت إسرائيل الجنود المصريين على الحدود عن طريق الخطأ كما قالوا!! .. لم يفعلها حين قتلوا أكثر من 5000 برئ في حربهم البربرية على غزة ..
هذا ببساطة لأننا أصبحنا أمة بلا كرامة .. أصبحنا نعامل من منطق الخدم مع الأسياد وليس منطق الندية والمساواة .. يتضح هذا جليا حين قامت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قبل تركها منصبها بأيام بالتوقيع مع تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل على مذكرة بشأن تنظيم منع تهريب السلاح من الحدود المصرية!!
إنهم يتفقون على تنظيم حدودنا دون أي اعتبار لنا وكأننا غير معنيين بالأمر كل ما علينا هو السمع و الطاعة .. هذا ما أوصلتنا إليه حكمة السيد الرئيس التي يتباهون بها ويغنوا موالها الهابط ليصدعوا رأسنا به ليلا ونهارا .. لذا ليس من الغريب أن يغضب أردوجان فيعتذر بيريز ويجلس عمرو موسى فتداس على كرامتنا أكثر وأكثر !!

الخميس، 22 يناير 2009

حديث القمة والقاع !!

حديث القمة والقاع !!
الحمد لله تم وقف إطلاق النار في غزة بعد الأيام العصيبة التي شهدها القطاع استخدمت فيها إسرائيل كل ما تملك من قوة ومن غباء فلا نفعت القوة ولا نفع الغباء .. بقيت المقاومة وينسحب المحتل دون تحقيق هدفه المعلن وهو إيقاف الصواريخ .. إلى جانب توقف إطلاق النار رحمنا الله جميعا من " مولد القمم " الهزلي الذي اقترب أن يجهز على الباقي من أعصابنا المدمرة بمشاهد القتل الوحشي للنساء والأطفال حتى في مدارس الأمم المتحدة !!
أعود لموضوع القمم وما شهده من كوميديا سوداء فشر البلية ما يضحك كما يقولون .. حيث تقسمت الدول " العربية " إلى قسمين يقولك " الممانعة " حاجة كدا زي " يتمنعن " وهن الراغبات !! وقسم المعتدلة !!!
و "الممانعة" في قواميس اللغة تعني الدولة التي " تشتم " إسرائيل بالقوي عيني عينك .. وتقف في موقف يبدو للساذج فقط أنه في صف القضية .. أما الدول " المعدولة " أو المعتدلة ومنها مصر والسعودية فهي الدول التي تبوس القدم وتبدي الندم "عيني عينك" أيضا وهي دول ترى أن إسرائيل " ستها وتاج راسها " دول من الآخر أنظمتها تقولك أنا عميلة حد له شوق في حاجة !! وإن كانت الدول الممانعة تبدو كدول مناضلة وهذا أمر يخالف الواقع والمنطق فسوريا مثلا وهي زعيمة المعسكر "الممانع" عقدت بالفعل محادثات "غير مباشرة" مع إسرائيل حاجة كدا زي "من وراء حجاب" !! .. فالوريث السوري الذي هبط إلى الحكم بالباراشوت وتم تعديل الدستور خصيصا من أجله يجيد الخطب الرنانة جدا وأعترف وأشهد أمام الله والتاريخ أن للسانه بلاغة ولكلامه حلاوة لا تتوافر لأي من الزعماء العرب ولكن يا سيادة الرئيس الوريث لن تعود الجولان بخطبك الرنانة ولا بحبسك لمعارضيك في إعلان دمشق !!
أما شبه الجزيرة القطرية التي تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة على أراضيها وتلك القاعدة هي التي استخدمتها أمريكا لإدارة حربها على العراق فنقول لها ليس بقناة الجزيرة أو بأموال النفط والغاز فقط يمكن أن تقودي العرب ..
لذلك رأينا حربا قممية بين قمة الدوحة للدول التي "يتمنعن" وقمتي الكويت وشرم الشيخ للدول " المعدولة " التي تبوس إيد وقدم اسرائيل وكل القمم لم تقدم أو تؤخر شيئا وقلتها أحسن من حرقة دمنا على هذا الهزل العربي بينما يموت الأطفال في غزة .. والحقيقة ببساطة أن كل الزعماء العرب " بلا استثناء " قد سقطوا في القاع .. قاع التاريخ الأسود فكلهم لا يملكون منذ أن جلسوا على كراسيهم الوثيرة ثم جلسوا على رقاب شعوبهم بعدها غير الشجب والإدانة .. ومعظمهم قد وصل إلى السلطة توريثا أو من بقايا إنقلاب عسكري ولا يعرف في قواميسه كلمة الرئيس السابق فالرئيس السابق هو الرئيس الراحل رحمه الله !!
من صعد بالفعل إلى القمة بعد هذه الحرب هي المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها .. وبعيدا عن أي خلافات أيدولوجية ليس الآن وقتها .. كل من يحمل السلاح في وجه المحتل هو على القمة .. كل من دفع تكلفة " الدم " في سبيل قضية حريته هو على القمة .. كل من رفض المساومة على حق الأجيال السابقة والقادمة هو على القمة .. وكل من يجلس في القاعات المكيفة وأمامه زجاجة المياه المعدنية وشتى أنواع العصائر ليتلوا خطبة رنانة يتحفنا بها يشجب فيها إسرائيل ويعلن تعاطفه مع الأطفال في غزة فهو إلى القاع وبئس المصير !!

الأحد، 4 يناير 2009

إغسل يديك يا سيادة الرئيس !!


" إن أيديكم ملوثة بدماء الشهداء " ، تعجب معي أن هذه العبارة قالها الرئيس مبارك موجها كلامه للإسرائليين !!


مبارك الذي صورته كل كاميرات العالم قبل الهجمة الوحشية الإسرائيلية على غزة ويديه تحتضن يد ليفني بمنتهى الود والحنان بل إن وزير خارجيته الهمام قبـّل يد ليفني ( المفروض أنها ملوثة ) !!


يا سيادة الرئيس قل الحقيقة ولو لمرة واحدة وتذكر أن عمرك البالغ 81 عاما لم يتبق به أكثر مما فات وأنك حتما مثل كل البشر - ان كنت تعد نفسك بشرا - ستلاقي الخالق القادر في يوم لا ينفع فيه سلطان ولا أمن مركزي ولا أمن دولة !!

قل أنك متضامن مع "أصدقاءك" الإسرائليين ضد المقاومة الفلسطينية ، فقرار الحرب أعلنت عنه "صديقتك العزيزة" ليفني هنا في دارك في القاهرة .. وحصار غزة مقسم بينك وبين اليهود بالعدل فأنت تحاصر من جانب معبر رفح وهم من كرم أبو سالم بل الصهاينة كانوا ربما أكثر رحمة فقد أدخلوا بعض المعونات في الوقت الذي كنت انت وأمن دولتك وأمنك المركزي تمنعون قوافل الإغاثة وتعتدون علينا بالضرب حين حاولنا ايصال المعونات للفلسطينيين!!

وعندما حصلنا على حكم قضائي بحرية التنقل من مجلس الدولة ونظمنا قافلة من هناك قامت قواتك الهمامة بضربنا والاعتداء علينا ولم تميز تلك القوات بين كبير أو صغير !!

قل يا سيادة الرئيس أنك حين كان الوطن العربي يحي الذكرى الستيين لنكبة عام 1948 كنت ترسل برقية تهنئة "لصديقك العزيز" شيمون بيريز تهنئه بعيد قيام ما يسمى بإسرائيل وهو الخبر الذي نشرته معاريف وهاآرتس الاسرائليتين ولم تنفه فخامتك ولا أحد من الوفد المنافق لسيادتك في أي مكان !!

قل يا سيادة الرئيس أنك " تهدي" الغاز المصري إلى العدو الصهيوني بأقل من سعر تكلفته لأنك ترى بأن الصهيانة أهم من العرب بل أهم من المصريين ، ففي الوقت الذي خفضت شركة كهرباء اسرائييل أسعار الكهرباء على مشتركيها بسبب الغاز المصري الرخيص كنت سيادتك ترفع الأسعار علينا ، وحينما رفعنا قضية ضد هذه الصفقة وحكم مجلس الدولة بايقاف تصدير الغاز لاسرائيل ، استأنفت حكومتك القرار لأنها ترى أن إسرائييل حليف لا يمكن الاستغناء عنه!!


وحين بدأ قصف غزة ، وانتفض الشعب المصري ليكشف رفضه لهذه المجازر .. قامت قواتك الباسلة باعتقالنا وضرب وسحل المتظاهرين من أمام نقابتي المحاميين والصحفيين وشارع رمسيس ، وحينما جاءت الجمعة الأولى بعد القصف وقررنا الخروج من الجامع الأزهر نعبر عن رأينا برفض الوحشية الإسرائيلية ورفض التواطؤ والتخاذل المصري قامت قواتك الهمامة باعتقال أكثر من 600 شخص يومها بل وصل الأمر أن إستباح رجالك ساحة الأزهر الشريف ودخلوه بالأحزية وطاردوا المتظاهرين فيه واعتدوا عليهم بالضرب في مشهد وحشي احتلالي !!

كما اعتقلت قواتك الطالب أحمد الكردي ليس لسبب إلا أنه متضامن مع غزة ضد

"أصدقاءك الصهاينة " وأضاعت عليه أمن دولتك امتحانات الفصل الدراسي الأول من أجل عيون " الأعزاء على قلبك " بني صهيون !!


خلاصة الكلام إذا كنت ترى أن " أصدقاءك الإسرائليين" أيديهم ملوثة بدماء الشهداء فعليك أن تغسل يديك أولا يا سيادة الرئيس !!