الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

أزمة علم مصر !!

أزمة علم مصر !!



لا أخفي عليكم سعادتي الشديدة لفوز النادي الأهلي ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري للمرة السادسة بل إن سعادتي دفعتني إلى ارتداء " تي شيرت " الأهلي الأحمر الشهير حاملا " علم مصر " ونزلت إلى الشارع أغني مع الجموع السعيدة ملوحا " بعلم مصر " يمينا ويسارا لأن البطولة بكل تأكيد هي ملك لمصر كلها وليس للأهلي فقط بالرغم من اني أهلاوي صميم.
لكن هناك صورة ما زالت عالقة بذهني لموقف يحمل من التشابه بقدر ما يحمل من التناقض مع مشهد الجموع الملوحة بالأعلام للاحتفال!!
أنا لا أحكي فوازير أو ألغاز ولكن صبرك عليا لتعرف القصة :
القصة أننا " كشباب 6 إبريل " وجدنا أن من أهم المشكلات التي تواجه هذا الوطن هي ضعف الانتماء - أو عدمه - عند الغالبية العظمى من شبابه ، فقررنا تنظيم فاعلية - اعتقدنا - أنها يمكن أن تساهم في رفع روح الانتماء لدى شبابنا وكانت الفاعلية هي الاحتفال بعيد الحب المصري الموافق الرابع من نوفمبر تحت شعار " يوم في حب مصر " ، وأكدنا في حملتنا على عدة مفاهيم يجب أن يعرفها الشباب جاءت في شعارات اليوم مثل " متقولش مصر وحشة .. قول حكومة فاشلة وحزب فاشل " كنا نريد أن نوجه رسالة إلى الشباب بأن مصر - كوطن - ليست مسؤولة عن المصائب التي نمر بها من غرق العبارة وحريق الشورى ومسرح بني سويف وأكياس الدم الملوثة واحتكار الحديد والمبيدات المسرطنة وانهيار الصخور في الدويقة و ... و .... كفاية أنا تعبت !! كنا نريد أن نقول رأينا بأن سبب هذه المصائب هو هذا النظام وحكومته وحزبه .. مجرد رأي ولو غلطانين حد يقولنا يمكن نطلع احنا اللي عملنا المصايب دي !!
وكانت فعاليات اليوم تبدأ من الجامعات فقررنا تنظيم احتفالات في جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس .. وكانت الصورة كالآتي :
الاتحاد الرسمي يحتل مكان الاحتفال في جامعة القاهرة فيضطر الشباب إلى تنظيم الاحتفال في مكان آخر تحت حراسة امنية " مشددة جدا " !!
أما جامعة عين شمس فخادوها من قصارها ومنعوا اي احتفال !!
أما جامعة حلوان فقد تمكن الشباب من تنظيم احتفال ومعرض صور وكاريكتير ينتقد سياسات الحزب الوطني ويبدو أن هذه الفعلة " الشنعاء !! " استفزت الأمن الجامعي جدا فانتظروا الطالب " مصطفى شوقي " أحد شباب 6 إبريل أمام كلية الهندسة جامعة حلوان واعتدوا عليه بالضرب وقطعوا ملابسه وكسروا نظارته الطبية مما دفعه إلى تقديم بلاغ إلى النائب العام في اليوم التالي!!
أما خارج الجامعة فكان الأمر أكثر سوءا بمراحل .. كنا ننوي التجمع على الكورنيش رافعين " علم مصر " برضه !! ومعنى " زمارات " لنغني يا أحلى اسم في الوجود يا مصر أقول كنا رافعين " علم مصر " وليس رشاشات آلية أو قنابل مولتوف .. لكننا فوجئنا بميدان التحرير يقع تحت " حصار " رجال الأمن المركزي وبمجرد وصول المنسق العام للحركة المهندس أحمد ماهر حاصره حوالي تسعه من رجال الأمن " الواحد في عرض الباب " وأخبروه : " مش هيحصل حاجة يا احمد .. روحوا احسن "!!
كنا ننوي التوجه إلى حديقة الفسطاط في المساء لنختم فعاليات اليوم بحفلة اتفقنا مع ادارة الحديقة عليها ودفعنا مقدم الحجز ولكننا فوجئنا بعدها بمدير الحديقة يتصل هاتفيا يخبرنا بأنه لا حفالات اليوم قائلا : " أنا مش عايز مشاكل مع أمن الدولة !! " .. فنقلنا الحفلة فورا إلى حديقة الأزهر وبجرد دخولنا وبدءنا بالاحتفال ورفع " علم مصر " انهالت علينا الاتصالات الهاتفية من أمن الدولة تهددنا وتتوعدنا .. حتى جاءنا اتصال من أحد زملاءنا يخبرنا بأن أمن الدولة قبض عليه على باب الحديقة متلبسا برفع " علم مصر " !!
وأخبرنا بأنه إذا لم نخرج سيتم اعتقاله !!
والتهمة أيضا هي " رفع علم مصر مما يضر بالامن القومي !! "
خرجنا على الفور . . وهالنا المنظر .. أكثر من عشر سيارات أمن مركزي .. مجموعة كبيرة من الضباط ذوي الرتب العالية .. جيش من جنود الأمن المركزي في قمة الاستعداد لتحرير القدس الشريف ربما !!
واحتجزونا مدة ثلاث ساعات .. أخذوا بياناتنا أكثر من عشر مرات .. وأخيرا أفرجوا عننا بعد ما قال لنا احد الضباط " عايزين تروحوا .. ولا تتفسحوا لو عايزين تروحوا روحوا لكن احنا ممكن نفسحكم بمعرفتنا !! " . . حتى بدأت اشك من أن المعلومة وصلت لهم خطأ فنحن لسنا فرعا لتنظيم " القاعدة " ولم نكن ننوي تفجير الحديقة لا سمح الله كل ما كان معي " علم مصر " و " زمارة " والله العظيم هربتهم مع أحد الشباب خوفا من أن يكونوا " أحراز " تثبت تورطي في عملية " رفع العلم " !!
يبدو أنه إذا أردنا رفع "علم مصر" أن يكون ذلك في اطار الاحتفال بفوز النادي الأهلي أو منتخب مصر بأي بطولة أما غير ذلك فهو يكدر السلم العام ويضر بالأمن القومي .. " واديها كورة !! "